عن أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- في قصته مع هرقل أن هرقل قال:
( وسألتك بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين )
الحديث (البخاري ح 7) ، (مسلم ح 1773)
الشرح
العفاف: الكف عن المحارم وخوارم المروءة.
هذا النص قطعة من حديث طويل، وقد تضمن أهم ما دعا إليه المصطفي -صلى الله عليه وسلم-، وهو التوحيد، وذلك بإخلاص العبادة لله وحده، والنهي عن عبادة غيره، ثم الصلاة، وأوامر أخرى من أعمال الإسلام، كما تضمن الحقيقة التي تجلّت لهرقل بعد أسئلته التي وجهها لأبي سفيان -رضي الله عنه-، وهي أن هذه أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في كتبهم المنزلة على أنبيائهم.
قال النووي (في شرح صحيح مسلم 12 / 107): قال العلماء: "هذا الذي قاله هرقل أخذه من الكتب القديمة، ففي التوراة هذا أو نحوه من علامات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعرفه بالعلامات".
وقد قال الله -عز وجل- عن أهل الكتاب مبينا معرفتهم لمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنه الموصوف بصفاته في كتبهم: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة / 146]